حجر الفلاسفة، إكسير الخلود، العلاج الشامل، نافورة الشباب—كلها أساطير عن سر العمر المديد. لطالما حلم الناس بالبقاء شباباً طويلاً منذ بدء البشرية. إبطاء علامات التقدم في العمر من خلال علاجات مكافحة الشيخوخة هو أحد الطرق لتأجيل التغيرات الحتمية في الجسم. لكن هذه الإجراءات تؤثر فقط على العمليات المرئية ولا يكون لها تأثير كبير أو دائم على طول عمرنا الحقيقي. ورغم ذلك، يصرف كثير من الناس أموالاً طائلة للبقاء بمظهر شاب لأطول وقت ممكن. في هذا المقال سنتحدث عن علاجات مكافحة الشيخوخة وكيفية العناية بالبشرة المتقدمة في العمر.
الشيخوخة جزء طبيعي من حياتنا—ولا يمكن تجنبها إن كنا محظوظات بالوصول إلى سنواتنا الذهبية. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تقبل تغير شكل الجسم والمظهر مع مرور الوقت، فالملايين من النساء ينفقن الوقت والمال لمحاولة إيقاف هذه العمليات الطبيعية. تنتشر علاجات مكافحة الشيخوخة في العالم كله الآن.
علاج مكافحة الشيخوخة هو إجراء يهدف لتأخير أو إيقاف شيخوخة البشرة. غالباً تهدف هذه العلاجات إلى تحسين صحة البشرة ومظهرها. مثل أي عضو آخر، تفقد البشرة مع الوقت امتلاءها الطبيعي ومرونتها، إذ ترق طبقة البشرة العليا، وتصبح الأوعية الدموية أكثر هشاشة، وتقل إفرازات الغدد الدهنية، وينخفض إنتاج الكولاجين والبروتينات الأخرى المسؤولة عن تجدد الخلايا.
من الطبيعي أن ترغبين في إزالة علامات التقدم في السن والاستمتاع ببشرة ناعمة وصافية. يمكن أن تكون علاجات مكافحة الشيخوخة جراحية أو غير جراحية وتختلف فعاليتها وطول مدتها. يمكنكِ أيضاً دعم صحة بشرتك بنمط حياة صحي، إضافة إلى هذه العلاجات.
تحتاج العمليات الجراحية إلى تدخل جراحي. عادة تُختار من قِبل النساء الأكبر سناً—في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من العمر. وهي الأكثر فعالية لجعل الوجه يبدو أصغر وجعل البشرة أكثر مرونة ونضارة. لكن، مثل أي عملية جراحية أخرى، فإن الجراحة التجميلية تحمل مخاطر صحية محتملة. لذا عليكِ أن تتأكدي بأنك مستعدة تماماً وتختارين فقط جراحات ماهرات ومرخصات.
شد الوجه (أو ما يسمى باستئصال التجاعيد): وهي عملية جراحية تهدف لشد البشرة المترهلة وجعل الوجه يبدو أصغر وإزالة التجاعيد. وهي من أكثر الطرق فعالية لتأخير مظاهر الشيخوخة، ويدوم تأثيرها من 10 إلى 15 عاماً.
شد الرقبة (أو رأب عضلة الرقبة): يقوم على نفس مبدأ شد الوجه لكنه يُنفذ على جلد الرقبة أو للتخلص من الذقن المزدوجة. ومع التقدم في السن، تترهل بشرة الرقبة وتصبح التجاعيد بارزة أكثر. يمكن لعملية شد الرقبة تقليل التجاعيد وشد الجلد لمدة تصل من 10 إلى 15 سنة.
نقل الدهون: هو علاج جراحي آخر لمكافحة الشيخوخة. ويتم خلاله نقل الدهون من منطقة معينة من الجسم إلى الوجه، غالباً الخدين، لأن هذه المنطقة تترهل أولاً مع التقدم بالعمر.
تزداد شعبية الإجراءات غير الجراحية باستمرار لأنها أقل تدخلاً وأقل تكلفة.
الحقن—وأشهرها البوتوكس، حمض الهيالورونيك، والكولاجين؛ حيث تعمل حمض الهيالورونيك والكولاجين على تقليل التجاعيد وتجديد الأنسجة، بينما يُستخدم البوتوكس لمنع حركة عضلات الوجه في منطقة الحقن فيزيل التجاعيد. تساعد هذه الحقن أيضاً في إبراز الشفاه، رفع الحواجب، وإبراز عظام الوجنتين وجعل الوجه يبدو أصغر وأكثر مرونة.
المايكرونيدلينغ (الوخز بالإبر الدقيقة): يستخدم إبر دقيقة جداً لاختراق البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين وزيادة امتصاص المنتجات المفيدة. فعال في تقليل الخطوط الدقيقة، ندبات حب الشباب، المسام الواسعة، وأضرار الشمس.
التقشير الكيميائي: يُستخدم للتخلص من الطبقة السطحية للبشرة وإزالة الخلايا الميتة. يوجد منه ثلاثة أنواع: سطحي، عميق، ومتوسط. بحسب عمق الإجراء، يمكن أن يساعد في التخلص من ندبات حب الشباب، التجاعيد الظاهرة، والبقع الداكنة.
شد الوجه بالأمواج فوق الصوتية (الأولتراساوند) يساعد على شد البشرة دون الحاجة للجراحة. يعمل بإطلاق موجات حرارية لتحفيز الطبقات العميقة من الجلد وزيادة إنتاج الكولاجين الطبيعي الذي يدعم تجدد الخلايا ويبطئ شيخوخة البشرة.
العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة: طريقة سهلة وفعالة لإبطاء علامات التقدم في العمر. معظم ماركات العناية بالبشرة تقدم مجموعات مخصصة للبشرة الناضجة، أغلبها غني بالكولاجين، حمض الهيالورونيك، والفيتامينات لحماية الأنسجة من التلف. ولا تنسي أهمية الواقي الشمسي في حماية البشرة من الأشعة الضارة.
اقرئي أيضاً: صممي روتين العناية ببشرتك
الشيخوخة موضوع حساس غالباً ما يتم تضليله بواسطة الإعلام وضغط المجتمع والمقاييس غير الواقعية للجمال. لستِ بحاجة لإجراء عمليات أو تحمل الآلام لتشعري بالرضا عن نفسك. من المهم أن تتفهمي أن الشيخوخة حتمية، وما أن تتقبلي ذلك تستطيعين التحرر من هوس مقاومة التجاعيد.
لكن إن كان بمقدوركِ تجربة هذه العلاجات وترغبين بذلك، فلا عيب في ذلك! كل ما يجعلكِ سعيدة. لكن من دون نظام غذائي صحي، ونوم كافٍ، وترطيب جيد، حتى أغلى العلاجات لن تضمن لكِ بشرة صحية.
اقرئي أيضاً: كيف تحققين تقبل جسمك.
البشرة تحتاج معادن، فيتامينات، وكميات كافية من البروتين لربط الخلايا مع بعضها البعض. الأطعمة الغنية بالكولاجين والأحماض الأمينية تساعد في تجدد الخلايا وإبطاء علامات التقدم في العمر. مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والتوت تحمي البشرة من التلف والإجهاد التأكسدي. وتذكري شرب الكثير من السوائل والمشروبات الغنية بالمعادن لترطيب الجسم والبشرة من الداخل.
التدخين، شرب الكحول بكثرة، كثرة التعرض للشمس، أو الإقامة في أماكن ملوثة يضر بالبشرة. السموم الناتجة عن التدخين والكحول تسرّع شيخوخة البشرة وتسبب أضراراً عدة. التعرض الزائد لأشعة الشمس يسمح للأشعة فوق البنفسجية بإحداث شيخوخة الجلد الضوئية (تجاعيد، تصبغات، بقع، وأنواع تلف أخرى). حتى لو لم يكن بوسعكِ تغيير مكان إقامتكِ، يمكنكِ الإقلاع عن التدخين، تقليل الكحول، وتقليص فترات التعرض للشمس بدون واقٍ خلال أوقات الذروة.
إذا كان هناك سرٌ واحد لطول العمر وصحة البشرة فهو النوم الكافي ليلاً بشكل منتظم. أثناء النوم تتجدد خلايا الجسم وتُطرَد السموم وتُصلَح الأضرار اليومية. ستشكركِ بشرتك إذا اعتدتِ النوم بانتظام ولما لا يقل عن 8-9 ساعات من الراحة الجيدة كل ليلة.
بشرتك مسؤولة عن تنظيم حرارة جسمك، حمايتك وتنظيفك من الخارج. وكأي جزء آخر في الجسم، تعكس البشرة التغيرات والاضطرابات الصحية، وهو أمر طبيعي طالما أنكِ بصحة جيدة. للأسف نضغط على أنفسنا كثيراً لنبدو بشكل محدد. الشيخوخة حتمية لمن تسعد بعيش عمر طويل، والعادات الصحية تزيد فرص التمتع بحياة أفضل. ولا عيب أبداً في اللجوء لعلاجات مكافحة الشيخوخة لتحسين صحة بشرتكِ ومساعدتكِ في أن تبدي أصغر سناً!
بإمكانك تتبع دورتك الشهرية باستخدام تطبيق WomanLog. حملي WomanLog الآن: