جديد! سجلي الدخول لإدارة حسابك، عرض سجلاتك، تنزيل التقارير (PDF/CSV)، وعرض النسخ الاحتياطية. سجلي الدخول هنا!
المراجع

الإنسولين والتقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية

هل تعانين من اشتياق شديد للطعام قبل بدء دورتكِ الشهرية بأيام؟ هل يقرقر بطنكِ بعد ساعات قليلة من تناول الطعام؟ هل تشعرين بالجوع والغضب أغلب الوقت؟ كل هذه الأعراض يمكن تفسيرها بتراجع حساسية الإنسولين قبل الدورة الشهرية. في هذا المقال، سنستكشف العلاقة بين مستويات الإنسولين ودورتك الشهرية.

دورتك الشهرية وحساسية الإنسولين - رسم توضيحي للعلاقة بين الدورة الشهرية والإنسولين

إذا مررتِ بالدورة الشهرية، فأنتِ تعلمين أنها تأتي مع الكثير من الأعراض. وعلى عكس النساء السعيدات في الإعلانات اللواتي يرتدين البنطال الأبيض، كثيرات ممن يحيضن يعانين من أعراض أقل متعة. من الانتفاخ، التعب، ضبابية التفكير، إلى التقلصات المؤلمة والمشاكل الهضمية — يمكن للحيض أن يؤثر بشكل كبير على صحتكِ. لكن حديثًا فقط بدأ العلماء في دراسة كيفية تأثير الدورة الشهرية على حساسية الإنسولين لدى النساء، والعلاقة بينهما.

ما هي حساسية الإنسولين؟

البنكرياس لديكِ ينتج هرمونًا يُسمى الإنسولين. هذا الهرمون ينقل جزيئات الجلوكوز إلى جميع خلايا جسدكِ لتزويدكِ بالطاقة. لكنه يفعل أكثر من ذلك بكثير؛ فهو ينظم إشارات الجوع، الأيض، السكر في الدم، وحتى وظائف الدماغ.

حساسية الإنسولين تشير إلى مدى استجابة خلايا جسمكِ لهذا الهرمون. عندما تكون مرتفعة، يستطيع الإنسولين نقل الجلوكوز بكفاءة ويتم تحويله للطاقة بسرعة وبوتيرة مستقرة. عندها تشعرين بالشبع بعد الأكل، وتمتلكين طاقة أكبر وصفاءً ذهنيًا، وتستطيعين البقاء لفترات أطول بين الوجبات.

أما عند انخفاض حساسية الإنسولين، فلا تمتص الخلايا الجلوكوز بشكل جيد، مما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم. مع الوقت قد تتطور هذه الحالة إلى مقاومة الإنسولين، إذ يحتاج الجسم لإنتاج المزيد من الإنسولين لتحقيق نفس التأثير في مستويات السكر.

عند ضعف حساسية الإنسولين قد تشعرين بالجوع المستمر وتشتهين الأطعمة السكرية أو العالية بالسعرات. هذا أسلوب الجسد لمحاولة تعويض الطاقة المفقودة. قد تشعرين أيضًا بالإرهاق أو بصعوبة في التفكير بوضوح؛ فالدماغ من أكثر الأعضاء التي تستهلك الطاقة ويحتاج للكثير من الجلوكوز.

ونتيجة لعدم امتصاص الخلايا للجلوكوز جيدًا، تبقى مستويات السكر مرتفعة في الدم. هذه الحالة، والتي تعرف بفرط السكر في الدم، قد تسبب العديد من المشاكل الصحية على المدى البعيد. وفي الحالات غير المدارة، يمكن أن تتطور لتصبح داء السكري من النوع الثاني.

كيف تتغير حساسية الإنسولين خلال الدورة الشهرية؟

لفترة طويلة، كانت معظم الدراسات التي تحلل تأثير محفزات معينة على هرمونات الإنسولين تجرى على الرجال، مثل معظم الدراسات البشرية. وعندما ظهرت دراسة جديدة تشير إلى أن الدورة الشهرية تؤثر أيضًا على الإنسولين، لم تندهش الكثيرات من النساء. لكن هذه المعلومة مهمة جدًا لفهم استقلاب أجسامنا ومساعدة من تعانين من داء السكري من النوع الأول أو الثاني على إدارة حالاتهن والعيش بصحة أفضل.

درست هذه الدراسة طريقة استجابة الدماغ للإنسولين وكيف تتغير حساسيته خلال الدورة. وجد الباحثون أنه في المرحلة الجريبية التي تسبق الإباضة، تعيش النساء الصحيات ذات الوزن المناسب أعلى حساسية للإنسولين. وهم يعتقدون أن ذلك يحدث لتلبية احتياج بطانة الرحم المتزايدة للطاقة والاستعداد للإباضة، وهي عملية ينسقها الدماغ. لكن عند دخول الدورة في المرحلة الأصفرية، تنخفض حساسية الإنسولين.

اختتمت الدراسة بالقول: "حساسية الإنسولين المحيطية تتغير خلال الدورة الشهرية، حيث يحدث مقاومة نسبية للإنسولين في المرحلة الأصفرية مقارنةً بالجريبية. وتشير النتائج إلى أن التغيرات في استجابة الدماغ للإنسولين هي أحد الآليات المساهمة. وفشل تأثير الإنسولين الدماغي على حساسية الإنسولين المحيطية في المرحلة الأصفرية يعود على الأغلب إلى مقاومة نسبية للإنسولين تحت المهاد خلال هذه الفترة من الدورة."

كيف تشعرين عند انخفاض حساسية الإنسولين في نهاية دورتكِ؟

على الرغم من أهمية الاكتشافات الحديثة، فقد أجريت هذه الدراسات على عينات قليلة ولم تشمل النساء المصابات بأمراض استقلابية كداء السكري بنوعيه. كما أن حساسية الإنسولين تعتمد كثيرًا على نمط حياتكِ، جيناتكِ، وعاداتكِ وتختلف من وقت لآخر. قد لا تلاحظين حتى هذه التغيرات الطفيفة حول دورتكِ. لكن ملاحظة تقلبات الإنسولين قد تساعدكِ على فهم جسدكِ بشكل أعمق وإدارة صحتك إذا كنتِ تعانين من حالات استقلابية.

عند انخفاض حساسية الإنسولين قد تلاحظين:

  • تعب وإرهاق حتى بعد نوم كافٍ — نتيجة عدم استخدام الخلايا للجلوكوز بكفاءة للطاقة.
  • اشتداد الشعور بالجوع والرغبة في الأطعمة السكرية أو النشوية.
  • زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه، خاصة حول منطقة البطن.
  • ضبابية التفكير، صعوبة التركيز، ومشاكل في الذاكرة.
  • العطش والتبول الزائد بسبب ارتفاع السكر مع مقاومة الإنسولين. فيحاول الجسم التخلص من الجلوكوز الزائد بسحب الماء من الجسم وزيادة التبول.
  • تغيرات جلدية مثل الشواك الأسود (بقع داكنة ومخملية على العنق أو الإبطين أو الفخذين).
  • ارتفاع ضغط الدم.

هل يمكن أن يتحول ضعف حساسية الإنسولين إلى سكري النوع الثاني؟

من الطبيعي أن تتغير حساسية الإنسولين ليس فقط خلال دورتكِ الشهرية بل مع أحداث الحياة. الضغط النفسي المزمن مثلًا قد يضعف امتصاص الجلوكوز لأن هرمونات التوتر كالكورتيزول والأدرينالين تعيق إنتاج الإنسولين ووظيفته. مع ذلك، ارتفاع الإنسولين في فترة معينة لا يعني بالضرورة إصابتكِ تلقائيًا بداء السكري من النوع الثاني.

لكن، إذا كنتِ تعانين من مقاومة الإنسولين ولم تديريها بشكل جيد، فقد يتزايد خطر حدوث أمراض استقلابية لاحقًا.

عندما لا تمتص خلاياكِ الجلوكوز، يبقى أغلبه في الدم ويرتفع السكر. استجابةً لذلك، يفرز البنكرياس المزيد من الإنسولين لتعويض ذلك. وبمرور الوقت، يبدأ بالإجهاد ويصبح غير قادر على تلبيّة الطلب المتزايد لإنتاج الإنسولين.

خلايا بيتا في البنكرياس (المنتجة للإنسولين) قد تنهك من العمل المتواصل، فيتوقف البنكرياس عن إنتاج كميات كافية من الإنسولين.

وعندما يجتمع ضعف حساسية الإنسولين مع إجهاد خلايا بيتا، تحدث الإصابة بسكري النوع الثاني، الذي يبقي مستويات السكر مرتفعة باستمرار. إذا تُرك دون إدارة فقد تظهر أعراض مثل التبول المفرط، العطش الشديد، التعب، تشوش البصر، أمراض القلب، وتلف الأعصاب والخلايا بشكل دائم.

هناك عدة عوامل تؤثر على حساسية الإنسولين لديكِ. بعض النساء لديهن استعداد وراثي لمقاومة الإنسولين. لكن الغذاء، النشاط البدني، نمط الحياة، العادات، ومستوى التوتر كلها تؤثر على مدى فعالية استجابة الجسم للإنسولين.

هل تستطيعين إدارة مستويات الإنسولين أثناء دورتك الشهرية؟

إذا كنتِ مصابة بسكري النوع الأول أو الثاني أو لديكِ عوامل خطر، فقد تجعل التغيرات خلال دورتكِ إدارة الحالة أكثر صعوبة. أما إذا كنتِ سليمة ولا توجد لديكِ مخاطر واضحة لسكري النوع الثاني، فمن غير المرجح أن تقلبات حساسية الإنسولين خلال دورتك الشهرية تحمل خطورة. إليكِ بعض النصائح للعناية بنفسكِ للحفاظ على الصحة.

وازني وجباتكِ

الغذاء واحد من أهم العوامل للصحة الاستقلابية. في نهاية دورتكِ، قد تزداد رغبتكِ في الحلويات. تناول الكثير من السكر والأطعمة عالية السعرات يرفع السكر في الدم، ويساهم في انخفاض حساسية الإنسولين.

لذا من المهم محاولة تقليل هذه الأطعمة وموازنة استهلاك الجلوكوز بأطعمة أخرى. على سبيل المثال، إذا تناولتِ وجبة سكرية جربي إضافة أطعمة عالية بالألياف أو البروتين. هذه المكونات تبطء امتصاص الجلوكوز وتمنحكِ شعورًا بالشبع دون ارتفاع أو انخفاض مفاجئ للسكر.

خلال المرحلة الأصفرية من دورتك، لا تحاولي تقليل السعرات، بل تناولي وجبات متوازنة أكثر. أضيفي البروتين الخفيف، الألياف، والكربوهيدرات المعقدة (كالخبز الكامل والخضار) حيث أن امتصاصها أبطأ. هكذا يحصل جسمكِ على الطاقة لكن تُستهلك ببطء مقارنة بالأطعمة المصنوعة غالبًا من الكربوهيدرات البسيطة والمعالجة كالشيكولاتة والبيتزا وغيرها.

تحركي كل يوم

النشاط البدني يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحساسية الإنسولين. الأبحاث تظهر أن من يمارسن الرياضة بانتظام يحصلن غالبًا على حساسية إنسولين أفضل، وقد يعكسن مقاومته. الخبر الجيد أن جسمكِ لا يهتم بنوع التمرين بقدر انتظام الحركة يوميًا.

أفضل النتائج تتحقق عندما تخصصين للرياضة متوسطة الشدة 150-170 دقيقة أسبوعيًا — أي أقل من نصف ساعة يوميًا. الشدة المتوسطة تعني المعدل بين 50-70% من الحد الأقصى لنبضكِ القلبي. لو كان الحد الأقصى 190 نبضة في الدقيقة، استهدفي 95-130. من أفضل التمارين للصحة الاستقلابية: رفع الأثقال، المشي، ركوب الدراجة، أو رياضات مثل التنس، البادل، كرة السلة.

ابدئي روتين نوم أفضل

الأبحاث تبين أن النوم أقل من 6 ساعات لأكثر من 6 أسابيع يزيد مقاومة الإنسولين بنسبة 14.8%. النوم مهم لكل شيء في جسدكِ: الجسدي والنفسي. خلال النوم تتجدد الخلايا وينظم الجسم عمليات عديدة منها مستويات الإنسولين وامتصاص الجلوكوز.

استهدفي دائمًا على الأقل 7 ساعات ليلة مريحة. والأفضل إن أمكن 8-9 ساعات حسب صحتكِ. في نهاية الدورة الشهرية، قد تحتاجين للمزيد من النوم لتوفير طاقة إضافية استعدادًا للحيض.

Advertisement


أديري التوتر المزمن

كما ذكرنا، التوتر يرفع هرموني الأدرينالين والكورتيزول، وهذان يزودان مقاومة الإنسولين. ورغم أن اندفاع هرمونات التوتر أحيانًا أمر طبيعي، فإن المشكلة عند استمرار ارتفاعها. الاستمرار يعني بقاء الإنسولين مرتفعًا أيضًا.

نعلم أن التحكم في التوتر المزمن ليس سهلًا، وغالبًا يحتاج دعمًا أو تغييرات في نمط الحياة. لكن يمكنكِ على الأقل محاولة الاسترخاء قبل النوم. فإذا تعرضتِ للتوتر قبل النوم، سيؤثر ذلك على جودة نومكِ وكل ما تفعلينه في اليوم التالي. جربي كل ليلة قبل النوم فك الاتصال بالهواتف، عدم مشاهدة أفلام أو برامج مثيرة، خفت الإضاءة، وتهيئة جو مريح وهادئ. هكذا تعيدين ضبط جسدكِ وتستجيبين للتوتر بشكل أفضل في اليوم التالي.

انتبهي للأمراض الكامنة

أمراض الغدد الصماء كمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) تجعلكِ أكثر مقاومة للإنسولين، إذ تعاني النساء المصابات بها غالبًا من حالة ارتفاع الإنسولين في الدم حتى لو كان السكر طبيعيًا — أي أن خلاياهن أقل حساسية للهرمون.

ارتفاع الإنسولين يسبب أعراضًا عديدة في متلازمة تكيس المبايض، كعدم انتظام الدورة، العقم، وزيادة هرمونات الذكورة مثل التستوستيرون. وبسبب مركزية مقاومة الإنسولين في هذه المتلازمة، فالمصابات بها أكثر عرضة للإصابة بسكري النوع الثاني لاحقًا.

وتكمن مشكلة متلازمة تكيس المبايض بأنها من أكثر الحالات التي لا تُكتشف أو يُساء تشخيصها. فوجود تحيز لدى الأطباء، وتنوع الأعراض، وغياب إرشادات التشخيص يسبب تشخيص كثيرات بطريقة ناقصة أو خاطئة. إذا شككتِ بإصابتكِ بها، من المهم جدًا مراجعة الطبيب للعلاج وتجنب المضاعفات.

متى تزورين الطبيبة؟

إذا شككتِ بأن لديكِ مقاومة للإنسولين أو لاحظتِ أعراضًا مرتبطة بها خلال الدورة الشهرية، راجعي طبيبتكِ أو مقدم الرعاية الصحية. ستقيم العوامل والأعراض لدى كل حالة، وتوصي بالفحوصات المناسبة، وتساعدكِ في خطة إدارة مقاومة الإنسولين. وبشكل عام، ينصح بإجراء تحاليل دم مرة كل عام للبالغات، ويُفضل أن يشمل التحليل اختبار مستوى السكر في الدم.

دورتكِ الشهرية وحساسية الإنسولين

ما زالت النساء أكثر عرضة لعدم التشخيص الصحيح أو التقليل من معاناتهن طبيًا. لهذا من المهم أن تفهمي جسدكِ وتدافعي عن نفسكِ. نأمل أن يكون هذا المقال قد أعطاكِ فكرة أفضل عن التغيرات التي تحدث خلال دورتكِ، عن الأعراض التي يجب الانتباه لها، وكيفية إدارة الإنسولين للحفاظ على صحتكِ.

حمّلي تطبيق WomanLog الآن:

حمّلي من App Store

احصلي عليه من Google Play

المراجع
https://www.nature.com/articles/s42255-023-00869-w
https://www.clinicaladvisor.com/home/topics/diabetes-information-center/prescribing-exercise-insulin-resistance-diabetes/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3782965/
https://www.nhs.uk/conditions/type-2-diabetes/
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pcos/symptoms-causes/syc-20353439
Advertisement


تُعد أول دورة شهرية لفتاة شابة حدثًا مهمًا يؤشر على بداية البلوغ والدخول إلى عالم الأنوثة. بالنسبة للبعض، يُنظر إلى ذلك كجزء طبيعي من النمو، بينما تُجبر أخريات على مواجهة معتقدات مؤذية متغلغلة في الثقافة المحيطة بهن. في هذا المقال، ستتعرفين على أشهر الخرافات والممارسات المرتبطة بالحيض ولماذا يمكن أن تكون وصمة العار الثقافية تجاه هذه العملية البيولوجية الطبيعية والحتمية خطيرة على الفتيات.
صداع. احتقان وألم في الصدر. تقلبات مزاجية. عصبية. تشنجات. تعب. مشاكل في النوم. انتفاخ. رغبة شديدة في تناول الطعام. حب الشباب. متلازمة ما قبل الحيض ليست لطيفة.
الحياة يمكن أن تكون غير متوقعة للغاية. للأسف، لا يوجد زر إيقاف مؤقت للدورة الشهرية عندما تنقلب الأمور رأساً على عقب، حتى في الكوارث الحقيقية. ستمنحكِ هذه المقالة بعض الأفكار لإدارة دورتكِ الشهرية حتى في الحالات الطارئة.